المدرسة الافتراضية للترجمة وفنون اللغة العربية (جيمارا)

The Virtual School of Translation and Arabic Related Arts (JEEMARA)

Levimotra

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • Levimotra

    Refapomo 1

    يهمني في هذا الموضوع تحديداً استيضاح ما يحدث للإنسان في مرحلة الحداد بعد وفاة أحد أقرباء الدم. والهدف من ذلك كله تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لكل من فقد أحد ذويه.

    هذا الدعم موجه لتمكين الاستعداد قبل موت من تحب وفي أثناء احتضاره وبعد وفاته وبعد أمد من وفاته.

    لكنني لا بد أولاً من المرور على مشكلة تشوش الأفكار ذلك أننا تعرضنا لمفهومات خاطئة عن الحياة والموت بسبب المسلسلات التلفزيونية

    ولكي نفهم أنفسنا وإذا كنت من الذين فقدوا والدهم او والدتهم مؤخراً، فأنت بالذات مدعو لمتابعة هذا الموضوع وستجد فيه راحة نفسية.

    نبدأ في المنشور القادم بالحديث عن أثر المسلسلات في تشويش عقولنا وإضعاف قدراتنا على مواجهة الموت.


  • #2
    Refapomo 2


    ​المسلسلات التلفزيونية تعرض قصصاً مصورة حسب فكرة معينة. قد تكون القصة تاريخية أو خيالية وهمية. قد تكون متمحورة حول رحلة البطل نحو تحقيق الهدف وما يواجه من مصاعب. وقد تكون تمثيلاً يرتجى منه تقليد شيء واقعي مضحك أو مؤلم.

    لقد ظهرت الأنواع الأدبية للتمثيل في عصر الفلاسفة الإغريق وكان الشعر والمسرح أكثر الوسائل الأدبية تعبيراً. في تلك العصور، جاءت المسرحية لتمثل للناس قصة معينة فيها مواعظ وعبر لكي يبصر المشاهد بعينه ويسمع بأذنه فيكون أقرب لفهم علاقته بجموع من اعتقد أنهم آلهة ولفهم القيم والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها. فمشاهدة المسرحية كانت جزءاً من طقوس العبادة لديهم.

    ولكي يدرك المشاهد هذه القيم عرض كتاب المسرحيات وقتها القيم التي يرغبون بالتحلي بها وتلك التي ينبذونها بأسلوبين. الأسلوب الأول هو التقريب والآخر التبعيد. تجسد التبعيد في الكوميديا والتقريب في التراجيديا.

    في الكوميديا، يعمل عنصر التبعيد على جعل المشاهد غير راغب ولا متقبل لشخصية معينة. وهكذا يقع شخص المسرحية في حفرة مثلاً فيضحك المشاهد. أما في التراجيديا، يقع البطل في الحفرة ذاتها فيحزن المشاهد بسبب عنصر التقريب.

    في الكوميديا، يشعر المشاهد أنه أسمى من أن يتصرف ما يفعله الشخص في تلك المسرحية أما في الترجيديا فيشعر أن تلك الشخصية نبيلة تتمتع بقيم تفوق قيم المشاهد أحياناً فعندما يراه يخطئ في شيء يعتصر قلبه لسان حاله يقول لماذا تفعل ذلك فأنت أنبل من أن تصدر عنك تلك التصرفات.

    في كلتا الحالتين، يتحقق لدى المشاهد حالة من التطهير النفسي بعد أن تعرف إلى القيم النبيلة والقيم الدنيئة فالتزم بالأولى ونبذ الأخرى.

    هذه أسس الكوميديا والتراجيديا. لكنها غريبة وبعيدة عن المسلسلات التي نشاهدها في يومنا هذا.

    في عصر المسرحيين والأدباء الاوائل، ظهرت فلسفتان حول المسرحية. فأفلاطون يقول إن الممثل يحاول تقليد ما يتصور في مخيلته أنه يراه على أرض الواقع، وأن ما نراه على أرض الواقع هو مثال فقط للحقيقة المثلى في السماء. ولفهم هذه الفكرة نضرب مثلاً بسيطاً.

    إذا قلت لك كرسي فماذا يخطر ببالك؟ ليس مهماً ما تفكر به بقدر ما يهمنا أن فكرتك ستكون غي جوهرها مشابهة لكل ما يعتقده الآخرون عن الكرسي فهو جسم يستخدم للجلوس عليه. فإذا أراد المعجمي أن يضع ااكلمة في قاموسه لذكر ذلك التعريف أما عن صناعة الكرسي ومادته شكله فيختلف كل ذلك من شخص لآخر. فهل الكرسي مصنوع من الخشب أم الحديد؟ وهل الكرسي بالضرورة رمز للراحة أم للسلطة أم للخوف والرعب المرتبطين بالإعدام على الكرسي الكهربائي؟
    كذلك كلمة العدل. فالطريف أننا نتفق تماماً على أن العدلة قيمة جيدة. طريف لأن أفلاطون تحدث إلى الفلاسفة حول العدل وسألهم على لسان سقراط إن كان من العدل أن تحب عدوك. كانت الإجابة أنَّ العدل الإحسان للصديق والإساءة للعدو، وخلال سلسلة منطقية من الحوار تسبب في إرباك من تحاور معهم، وجعلهم يصلون في نهاية التفكير المنطقي إلى لحظة يناقضون فيها أنفسهم فلا تصبح الإساءة للعدو عدلاً. فقرروا وقتها التفكير في مكان طوباوي يعيش فيه الناس برخاء وأخذوا يضعون تصوراتهم حول ذلك المكان. تلك بداية أطروحة أفلاطون في الجمهورية. وتلك بداية نظرية فلسفية اسمها نظرية الأخلاق.

    إذن كل قيمة نشعر بها إنما هي نسبية غير مطلقة وعند أفلاطون القيمة الحقيقية موجودة هناك طاهرة نقية في السماء وما حدث أن تصورنا لتك القيم تشوبه كثير من الأخطاء لضيق أفقنا وضعف إدراكنا عن طريق حواسنا المحدودة فينتج عن ذلك اختلاف فيما بيننا عند الحديث عن القيمة ذاتها.

    يتبع​​​​​​

    Comment


    • #3
      Refapomo 3

      في عالم المثل الأفلاطونية، لنا أن ننظر في البرامج المتلفزة التي نشاهدها في عصرنا هذا. ترتسم في ذاكرتي ومخيلتي صورة ذلك الممثل الذي يمثل دور اللامبالي الساخر يخرج من بيته بالملابس الداخلية ويضحك على الناس الذين يضحكون عليه أيضاً. ونتساءل إن كان في ذلك شيء من الكوميديا. قبل أن ندخل في تفاصيل أعمق عن هذا السيناريو، لا بد لنا أولاً من التعريج على أرسطو وفلسفته بخصوص التقليد.

      لقد قال أفلاطون إنَّ الشعر تمثيل للواقع الذي هو تمثيل للمثل العليا وفي كل مرحلة من هذا التمثيل تتشوش القيمة التي يمثلها الشعر. فما نراه بحواسنا الخمس تجسيد ضعيف للمثل العليا ولا يمثلها تماماً، والشعر ينتقص من خواص الشيء الذي ندركه بأحاسيسنا ويضعفه. ومن هنا حكم أفلاطون على الشعر أنَّه لا يمثل القيم العليا إطلاقاً بل يمثل مسخاً مشوشاً عنها. ثم استدرك قائلاً إنَّ الشاعر الوحيد القادر على التعبير عن المثل العليا دون انتقاص منها هو الشاعر الذي يتلقى الشعر من ربَّات الشعر. فربة الشعر تخبر الشاعر بالقصيدة التي تعبر بالضبط عما هو موجود في ذلك العالم المثالي. ولذلك يسمح أفلاطون لهذا الشاعر بقول الشعر في جمهوريته الطوباوية. ويقول إنَّ الذي يتأثر مباشرة بالشاعر المُلهَم يمكنه أيضاً قول الشعر شأنه في ذلك شأن المغناطيس. فقطعة الحديد (الشاعر الملهم) ينجذب إلى المغناطيس (ربة الشعر) وتتولد لديه قوة مغناطيسية ما دام مرتبطأً بربة الشعر فهو قادر على أن ينجذب إليه شاعر آخر غير ملهم لكنَّه متأثر بالشعر الأول فصحَّ شعره.

      لكنَّ أرسطو اختار الابتعاد عن عالم المثل، والتفكير بدلاً من ذلك، بالواقع الحي الذي نعيشه على أنه هو الواقع الذي يجب الحديث عنه، فذهب إلى أنَّ المسرحية ما هي إلا تمثيل لتصرفات البشر وحياتهم، بما فيها من سعادة وشقاء، وليس تمثيلاً للقيم العليا الأفلاطونية. المسرحية، عنده، أداة لتوصل المشاهد إلى حالة من "التطهير النفسي" عن طريق التعاطف مع شخصية معينة في المسرحية ويكون ذلك عندما ينتاب المشاهد شعوراً مزدوجاً من "الشفقة والخوف". ومن خلال ذلك التطهير النفسي، يقول أرسطو إنَّ المشاهد للمسرحية سوف يتحرر من مشاعر التوتر والخوف والألم التي شعر بها بسبب الأحداث المأساوية التي تعرضت لها الشخصية الأساسية في المسرحية. ففي مسرحية الملك لير، ذلك الملك الذي يفقد كل شيء وينتهي الأمر به إلى العمى ومن ثمَّ الموت، تنتهي الأحداث بموت إيدموند الشرير وبقاء إيدغار الطيب الشريف الذي يستعيد ملكه.


      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        اسلوبك في الكتابة رااااااااائع جداً
        Mohammed

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment

        الله يحفظك يا رب ويجزيك الخير على تشجيعك :)


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        الله يسعدك دكتور محمد، هذه الحقيقة دائماً تبهرني بأسلوبك وتسلسلك بالأفكار وترابطها..غير هذا اختيارك الصائب للمواضيع سواءً كانت متعلقة في الحياة بشكل عام او في مواضيع الدورات إلي للأسف ماحد يسجل فيها..
        الله يحفظك يارب ويثمن تعبك
        Mohammed

    • #4
      Refapomo 4

      لماذا الفلسفة؟
      نشعر بعجز كبير جداً عن إدراك كنه الفلسفة وفهم مقاصدها وأدواتها ومسالكها ومسوِّغاتها. قبل عشرين عاماً، لو سألني أحدهم عن الفلسفة لذكرت له إنَّها حب الحكمة وإنها رائعة ولذكرت له أفلاطون وأرسطو. ذات يوم، وقفت مع نفسي وقفة صادقة لأجيب على السؤال: هل أعي ما أقول؟ كيف لي أن أمدح الفلسفة والفلاسفة ولمَّا عرفت شيئاً عنها صوى ما تعلمته في الجامعة في التسعينيات؟ ثم سألت نفسي سؤالاً آخر: يقال إنَّ العلوم الطبيعية ذاتها مثل الطب والهندسة، كلها جاءت من الفلسفة...لم أكن افهم أبداً كيف يمكن لرجل يغمض عينيه ويبحث عن الحكمة في مقولاته أن يكون سبباً وراء التقدم العلمي في العلوم الطبيعية؟

      يقول ديكارت: أنا أشك أنا موجود! كيف لمثل هذه الأفكار أن تكون أصلاً للعلوم؟

      صراحةً، كنت أمتدح الفلسفة مقلداً لا عالماً بها، وفي قرارة نفسي لم أكن وقتها أعرف أو أؤمن أصلاً أنَّ للفلسفة اي دور في الحضارة الإنسانية.

      عندها، بدأت في قراءة الكتب عن الفلسفة وكانت تلك البداية لرحلة طويلة لا أحد يعرف متى تنتهي ولا أين تنتهي. في هذه الرحلة وجدت نفسي أدخل في أعماق النفس البشرية، وكانت سفينتي تارة ترسو في جزيرة علم النفس وتارة في جزيرة من جزر تفسير الأحلام وتارة في العلوم الإنسانية إن صح تسميتها علوماً والفكر الاجتماعي والاقتصادي... كل ذلك كان بسبب رحلتي التي بدأتها بالفلسفة.

      إذن لماذا الفلسفة؟ الإجابة تكمن في أن ألغي في أفكاري كل ما هو بديهي وأبدأ من الصفر.

      هل يجوز للرجل أن يأخذ مالاً من غيره دون علمه ومعرفته ودون رغبة في إعادة المال؟ الإجابة الأولية: الأمر بديهي: لا يمكن!!! هذه سرقة!!
      إذا جاء المريض للطبيب، فهل على الطبيب أن يشخص له المرض بأدق الطرق وأرخص الأثمان أم يتركه يموت؟ الإجابة البديهية: تشخيص المرض وإعطاء العلاج..هذا بيديهي..

      نعم الأمر بديهي، لكنَّ البشر عند بزوغ حضارتهم لم يكونوا قادرين على إيجاد القواعد العريضة لما يستطيع المرء أن يفعله أو لا يفعله. تلك القواعد ما كانت بديهية لانها ربما لم تكن موجودة، وربما لأنَّ القائمين على المجتمع وقتها كانت لديهم قواعد مغايرة لذلك..

      بديهية أخرى:
      ماذا يحدث عندما أشعل النار في عشب يابس في يوم صيفي حار تهب فيه رياح نشطة؟
      الإجابة بديهية: يشتعل القش ويسبب حريقاً قد ينتشر... ولو سألنا كيف عرفنا ذلك لقلنا إننا لاحظنا ذلك سابقاً فتكونت لدينا تجربة حياتية نستطيع أن نستخدمها..
      ولو قلنا إنَّ شركة الدواء صنعت دواءً لعلاج وباء انتشر بين الناس، أيكفي تجربة الدواء على عدد محدود من البشر؟ وما الآلية التي يجب أن تتبعها شركة الدواء للتأكد من صحة نتائجها؟

      مرة أخرى، لكي تجيب شركة الدواء على هذا السؤال، لا مفر أبداً من البدء باستقصاء فلسفي لبحث بعض المفهومات في نظرية الأخلاق وهي: الإرادة، والتطوع (بدلاً من القسر)، والكرامة الإنسانية التي تجعل الإنسان يسمو عن الأشياء والأجسام.

      نعم هي أمور بديهية لكنها لم تكن بديهية للبشر الأولين. ثم التحدي هنا: هل يكفي القول إنَّ المرء جرَّب شيئاً ما في حياته فأدى إلى نتيجة معينة وعليها يمكنه أن يعتمد في تجاربه القادمة؟

      سواء أكانت الإجابة بنعم أم لا، فهنا ندخل إلى نظرية المعرفة، وهي ميدان آخر من ميادين الفلسفة.

      نظرية الأخلاق، ونظرية المعرفة، ونظرية الجمال، وفلسفة العلوم، والمنطق، وفلسفة الوجود، وغيرها كثير من الفلسفات التي كان لها تأثير عظيم في العلوم الاجتماعية والطبيعية ومناهجها.

      أعود، على أي حال، إلى الحديث عن المسلسلات وتمثيلها للقيم الأفلاطونية أو للواقع الأرسطي...

      يتبع

      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        الله جميل جداً?

      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        على سيرة الفلسفة، اقترح لي كتاب عن الفلسفة

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment
        Philosophy made simple
        It is the best.

    • #5
      Refapomo 5

      يعرض المسلسل شخصيات تتفاعل ضمن بيئة يحددها المؤلف ويتلاعب بزوايا مشاهدها المخرج. تصور الشخصيات لنا طباعاً وأحوالاً ورغبات قد تتضارب في بعض الأحيان فيما بينها. ويشد أنظارنا وانتباهنا شخصيات محددة لا نرغب في أن نكون مثلها أو أخرى نرغب في أن نكون مثلها. النوع الأول من الشخصيات يشير إلى من يرتبك حماقات أو أعمالاً شنيعة لا ترضاها النفس، فنشعر بالابتعاد عنها. أما الشخصيات النبيلة فقد تقع في أخطاء وعثرات ومشكلات نتمنى لو أنها انتبهت إليها فيعتصر قلبنا حزناً على الشخصية وربما نسعى لتجنب تلك الأخطاء في واقع الحياة.

      وتعرض لنا المسلسلات التلفزيونية قيما ًومبادئ وآراء شتى لو تحدث بها شخص ما أمامنا في حديث عابر لربما وافقناه واختلفنا معه، لكنَّ التصوير التلفزيوني يؤثر في نفوسنا ويجعلنا أقرب إلى تبني تلك الأفكار دون أن نشعر.

      وفي نهاية المسلسل، قد نكره الافعال التي ارتبكتنها شخصيات الشر لكننا مع ذلك لا نكن العداء لتلك الشخصيات بل نحتفي بأصحابها لأنهم ممثلون. وهم في الواقع يحصدون كثيراً من الأموال لقاء عملهم ويسعون للشهرة ويحققونها في كثير من الأحيان. إذن، لا نبدي بغضاً لأولئك الممثلين.

      نتوقف لنسأل أنفسنا؟ ألسنا كما قال شكسبير ممثلين بالفعل في مسرح الحياة؟ إذن لماذا عندما يخطئ أحد بحقنا نكرهه ونبغضه ونقيم الدينا عليه ولا نقعدها؟ أما كان من الواجب أن نكره الصفة القبيحة فيه دون أن نكره شخصه هو؟ أم أن المسلسلات شيء وواقع الحياة شيء آخر؟

      عودة على المسلسلات. عندما أغمض عيني وأفكر بالصفات السلبية للمسلسلات يخطر ببالي أمران اثنان. الأول، المسلسلات التي تعرض قيماً تتنافى تماماً مع القيم التي اؤمن بها. الثاني أنَّ القيم المتعارضة التي لا أؤمن بها تتجسد في شخصيات المسلسل المحبوبة. فاشعر لوهلة أني وقعت في فخ كبير إذ إنَّ تقديري وإعجابي للممثل وقربي منه جعلني لوهلة أكاد أتفق مع الصفات التي يعرضها ويؤمن بها.

      ذلك أمر لا يهمني الآن. ما يهمني الصفات الحياتية العادية التي تعرضها المسلسلات. أتذكر المسلسلات الدينية التي تتحدث عن الرسالة والنبوة والصحابة وأتذكر الموسيقى الحزينة التي ترافق وقوف أحد الممثلين الذين يمثلون دور الصحابي وهو ذاهل عن نفسه مصدوم يقول كيف نزل الوحي وكيف حدث كذا وكذا.. كل ذلك مصطنع تماماً، فلا علم لي عن أي شخص يتحدث بتلك الطريقة إن كان متأثراً!!!!

      وفي اللقطات التي يتحدث فيها المسلسل عن الموت، نجد الناس في المسلسل عليه الصدمة ذاتها وقد تنهمر الدموع وقد يصرخ الممثل وتظهر عليه بوادر الحزن والألم. صحيح أننا في الحياة نفعل ذلك عند فقد الأعزاء، لكنني في الوقت نفسه أكاد أجزم أن ذلك لا يحدث كثيراً إذا فقد الإنسان أحد أقرباء الدم.

      أتخيل رجلاً أخبره الطبيب في المستشفى أن والده قد مات بعد معاناة مع المرض وأجزم أنَّ رد الفعل الأول لن يكون صراخاً وعويلاً ولا حتى بكاءً. وأعتقد أنَّه في هذه الحالة سيشعر بشيء مختلف تماماً. إنه شعور باللامبالاة وربما الراحة ممزوجة بالخوف والقلق من الأعباء الأخرى وربما نوع من اليقين أن والده في مكان أفضل.. هنا بيت القصيد.

      يشعر ذلك الرجل باللوم وتأنيب الضمير لأنَّه دون وعي منه يطلب إلى ذاكرته أن تخبره بالطريقة التي يجب أن يتجاوب فيها مع خبر الوفاة. والذاكرة كما نعلم ليست ذاكرة خارقة لا بشرية بل هي من صنع الإنسان نفسه يدخل فيها من المعلومات ما تعرض إليه الإنسان منذ ولادته. أكاد أجزم أنَّ الذاكرة ستأخذ المشاعر التي كان الرجل يراها في المسلسلات، لكنها لن تخبره "هذه هي المشاعر من المسلسلات" بل ستخبره هذه هي المشاعر التي عليك أن تشعر بها الصدمة والحزن والبكاء وأن تقول كلمات طيبة عن أبيك وربما الشجاعة الخ..

      لماذا أقول أجزم؟ لأنَّ العقل عندما يحصل على المعلومات من المسلسلات وإن كانت تمثيلاً تدخل العقل وتسجل فيه على أنها حقيقة. فكما يقول تيم براونسون في كتابه عن علم الأعصاب "71 حقيقة عن الدماغ" إن المنطقة المختصة بالبصر لا تميز أبداً بين الحقيقة والخيال فما تراه هو حقيقة من وجهة نظر العقل ولذلك نتفاعل ونبكي أو نضحك عند مشاهدة مشهد ما في المسلسل.

      أقول إن عقولنا محشوة بأفكار ومشاعر كثيرة دون إرادتنا وعندما نطلب إلى الدماغ أن يخبرنا ما المشاعر التي يجب أن تظهر علينا فسوف يعطينا مجموعة متكاملة من المشاعر التي تعرضنا إليها سابقاً في المسلسلات ويقول لنا هذه هي مجموعة المشاعر كاملة وهي مشاعر حقيقية كل البشر يؤمنون بها. بطبيعة الحال، لن تكون لدي أنا مثلاً كل هذه المشاعر فعندها سأشعر أن هناك نقصاً أنَّ هناك شعوراً أو جملة من المشاعر لا أشعر بها وهنا يأتي أول شعور يظهر للرجل بعد وفاة قريب الدم ألا وهو الشعور بالذنب.

      وهذا ما يحتاج إليه العقل!! أنت تخبره بفكرة وهو بسرعة 400 كم في الساعة في أقل تقدير يبحث في كل ذاكرة الدماغ وفي أقل من لمح البصر يعمل تشابكات عصبية لاسترجاع الذاكرة بقوة تصل إلى 10 مرفوعة للأس مليون!!! ذلك العدد لا نهائي وهي قوة جبارة إذا علمنا أن عدد ذرات الكون المنظور كاملاً ليس إلا 10 مرفوعة للأس 60 فقط..

      إذن يشعر الرجل بالذنب وهذه الفكرة تجعل الدماغ مباشرة دون تأخير يسترجع كل اللحظات التي كنت أنت مقصراً مع ذلك القريب ومرة أخرى يقول تيم براونسون إن الإنسان إذا خطرت بباله فكرة واحدة مثل "أنا مذنب" فثق تماماً إن الذاكرة ستعيد إلى وعيك جميع مشاعر الخيبة التي كنت فيها منذ الولادة!! اقول المشاعر وليس الأفكار..

      عندما تدخل الفكرة إلى رأسك لن تتمكن من حفظها بسرعة بل قد تنساها لكنّ اللوزة الدماغية تشترط على الفكرة أن يصاجبها شعور لكي تعالجها. إذن قبل عشرين عاماً مثلاً، ابتسم صديقك لك وأثنى على عملك رغم استخفاف الآخرين. دخلت إلى عقلك فكرة الثناء مصحوبة بشعور الود تجاه الصديق. ..بعد أيام اختفت الفكرة كاملة من ذهنك لكنَّ الشعور بالمودة تجاه الصديق بقي قائماً.. في لحظة الفاجعة على القريب، يخطر ببال المفجوع بعد الإحساس بالذنب تلك المشاعر ولو سألته لماذا تعتقد أنك مقصر بحق قريبك؟ سيقول لك مباشرة لا اعرف بل قد يبدأ باختلاق الأسباب ومحاولة التذكر... في تلك اللحظة سيكون التذكر صعباً لأنه يجب أن يبحث عن تفاصيل دقيقة لن يتذكر منها أكثر من شيئين أو ثلاثة في أحسن الأحوال...

      فاتني أن أقول إنَّ الشعور الذي سيسبق الشعور بالذنب هو شعور: لماذا؟ ويكون ترتيب المشاعر كما يلي:

      1- لماذا جاء الموت ليأخذ قريب هذا؟ أما وجد غيره؟؟؟ (شعور الإنكار) وشعور الإنكار ممزوج بالغضب هو أول وأسهل ما يمكن للإنسان تخيله. فمثلاً، لو اضاع أحدهم مبلغاً من المال فأسهل شيء على دماغه أن يتخيل أنه لم يضع...وعندما يتخيل أنه لم يضع ثم يدرك أنه ضاع سيكون في أول ردود افعاله الندم "ليتني لم آخذ المال معي إلى هنا".

      2- الشعور بالذنب. أنا المخطئ..لم أحضر الطبيب المناسب للقريب...لم أحضر له الدواء...البارحة نمت دون أن أتصل به وقد تكاسلت عن ذلك...

      3- الضغط. الشعور بأنَّ حملاً كبيراً قد اصبح ملقى على عاتقه

      ٤- الشعور بالرغبة بالعثور على أحد لكي تساعده في مشكلته فالدماغ يسعى إلى تخفيف الألم عن طريق النسيان من خلال تركيز الانتباه على شيء آخر غير المتوفى

      ٥- الخوف والقلق بعد أن يعرف المكلوم معنى الموت. ستكون تلك المرة الأولى التي يعرف فيها يقيناً أن كل شيء في الدنيا سيزول وأنه سيموت هو الآخر في يوم ما.

      لكنَّه سيبكي أليس كذلك؟

      أقول لا. لكنني أقول أيضاً إنه إن بكى فسيكون قد دخل إلى حالة من الانفصام التام..هناك شخصيتان الأولى تتصارع مع التساؤلات التي ذكرتها سابقاً والأخرى تبكي من منطلق واحد "ابك يا نفس على نفسك لأنك لم تبك بإرادتك وكأن ما حدث لا يبكي".

      يتبع

      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        اتفق معك فيما ذكرت، بالرغم من أنني لا افهم المسلسلات كثيراً ولا اميل لها إطلاقاً وابغضها بشدة، وذلك لأني مؤمنة بأن لها تأثيرا كبير على من يتابعها، وهي للأسف تتبنى افكار ومبادئ ومعتقدات خاطئة، وتدعو للفساد اكثر مما توعي الناس، غير انني اشعر بأنها تعود المشاهدين على الأمور السيئة وكأنها امرا مباح.

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment

        تأثير المسلسلات حتى الجيد منها في أنَّها تفعِّل شبكات الأعصاب في تكوين الانطباعات والأحساسيس المستقبلية. فإذا كان المسلسل قاصراً عن تمثيل الواقع الأفلاطوني ولم يضارع الواقع الحقيقي للناس وفق الأسلوب الأرسطي، كان الأثر ضاراً.


    • #6
      Refapomo 6

      مسلسلان علقت بعض مشاهدهما في ذاكرتي، فعلى عكس البرامج الأخرى، صوّرا بالفعل حقائق صحيحة عن الموت.

      الأول لا أتذكر منه شيئاً كثيراً سوى أنَّ جمعاً من الأصدقاء كانوا يقفون في غرفة الضيوف في الفيلا خائفين في انتظار خروج صديقتهم بثوب الحداد بعد وفاة زوجها. نزلت الأرملة بهدوء مرتدية ملابس اعتيادية ومبتسمة وهادئة. ابتهج الأصدقاء واتفقوا أنَّها تجاوزت المحنة وأنها شجاعة، إلا واحداً كان في ذورة القلق إذ قال إنَّ عدم حزنها قد يدل أنها دخلت في مرحلة خطيرة من الاكتئاب والانفصام لأنَّها في حالة إنكار كامل لما حدث.
      المسلسل الآخر، كانت فيه فتاة ألمَّ بها الحزن أمداً بعيداً بعد أن قتلَ أخواها الشاب الذي كان يريد التقدم لخطبتها، ثم بعد مدة توفيت أمها وفي نهاية المسلسل توفى أبوها، وانتهى المسلسل بشنقها لنفسها! كلا المسلسلين يمثلان حقيقة أمرين قد يحدثا في أمر الواقع. في الحالة الأولى، تنتهي مدة الحداد والحزن قبل أوانها فتؤدي إلى دخول مرحلة الإنكار ومن ثمَّ االانفصام، وفي الحالة الثانية، تمتد مدة الحزن لتؤدي إلى الإحساس بعدم الانتماء إلى الواقع ومن ثمَّ الوفاة الطبيعية أو في حالة المسلسل (وهي حالة يمكن حدوثها فعلاً) الإجرام بحق النفس.

      تخف حدة الحالة النفسية تدريجياً، ويبدأ المرء بالنسيان والتركيز على أمور أخرى في الحياة لكنَّ محفِّزات الحزن لا تنتهي بل تصاحب الإنسان إلى نهاية الحياة. في أي لحظة، المرء معرّّض لسماع شيء أو رؤية شيء يذكِّره بقوة بالمتوفى ويبعث في المخيلة موته من جديد كأنه مات الآن. تلك المحفزات لا مشكلة فيها وتكون في ذاكرة الإنسان كائناً من كان، فالموت حدث قاسٍ، ولو لم تكن الحياة قاسية، لما جئنا إليها ونحن نبكي!
      إنَّ الحزن في مرحلة الحداد أمر طبيعي بشري، فلماذا علينا أن ننظر إليه على أنَّه مصدر للقلق أو للتفكير في تقديم العلاج النفسي له؟ في الواقع، سيكون تدخل الباحث النفسي الاجتماعي ضرورياً في إحدى الحالتين السابقتين والهدف من ذلك التدخل إعادة وضع الحزين إلى حياته الطبيعية لكي يعمل ويعيش ويمارس حياته ونشاطاته. فهل يريد الحزين ذلك أيضاً؟ أمَّ أنَّه سيبقى في دائرة الحزن لأنَّ الحزن والجائزة إحساسان تحفزهما منطقة واحدة في الدماغ فلا يستطيع التفريق بينهما؟
      كان سيغموند فرويد أول من أدخل مفهوم الحزن على المتوفى إلى ميدان الدراسات النفسية التي نعرفها في عصرنا الحالي، لكنَّ روبرت بيرتون في كتابه الرائع تحليل الكآبة سبقه في ذلك قبل مئات السنين إذ قال إن الحزن على المتوفى ما هو إلا تعذيب المرء لنفسه مع أنه مرحلة اكتئاب انتقالية بين وفاة القريب والعودة إلى الحياة الطبيعية. وأوضح لنا أنَّ الكآبة الناتجة بعد وفاة المتوفى رد فعل طبيعية إلا إذا استمرت إلى أكثر مما يجب عندها تصبح مرضاً. ويشارك هذا الرأي إلى حد ما بينجامين رث في القرن التاسع عشر إذ اعتقد أنَّ الحزن على المتوفى ليس مرضاً بحد ذاته لكنَّ اعراضه قد تكون مرضية مثل الحمى أو صعوبة التذكر واقترح طرقاً عدة لمعالجة تلك الأعراض منها استخدام الأفيون ودعوة الحزين للبكاء. على أي حال، سيغموند فرويد هو أول من اقترح إدراج مسألة الحزن على المتوفى لتكون مبحثاً من مباحث علم النفس ودراساتها.

      ما شأننا وفرويد؟ هو أول من اقترح أنَّ علم النفس يمكنه دراسة حالات حزن المرء على المتوفى فإذا كان ذلك الحزن طبيعياً كان بها وإن كان غير طبيعي (مرضي) وجب على علماء النفس دراسته ومن ثم اقتراح طرق معالجته. وفي سياق المسلسلين المذكورين في الأسطر السابقة، نسترشد بأطروحات هيلين دويتش التي صنَّفت الحالة المرضية للحزن على المتوفى إلى ثلاثة أنواع: الحزن الشديد زيادة عن اللزوم، الحزن المطوّل المزمن لأمد بعيد، عدم وجود الحزن نهائياً. نجد الحالتين الأولى والثانية في المسلسل الثاني أما الحالة الثانية فنجدها في المسلسل الأول. ونجد الحالات الثلاث معاً في فلم عربي لشاب مسكين درويش تُقتَل زوجته، فينتقم من القتلة جميعاً إذ يصبح قاتلاً.


      Comment


      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment
        تختلف المشاعر من شخص لآخر لكن أي إنسان كان سيفكر دائماً بأفكار تتمحور حول أنا.
        هل قصرت معه
        لماذا أنا الذي أتعرض لهذا الموقف
        ماذا علي أن أفعل

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment
        لا يوجد أي معرفة برد الفعل الطبيعي...كل شخص يختلف تماماً عن غيره. أول شيء يخطر ببال الحزين الغضب والإنكار والاستسلاموتتناوب المشاعر فيما بينها
        وكلها تتمحور حول الأنا.

      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        الله يبعد عننا الأحزان

    • #7
      Refapomo 7
      "لو لم تكن الحياة قاسية لما جئنا إليها ونحن نبكي"

      فرضيات:
      1. عندما يُحتَضَر القريب ثم ينتقل إلى العالم الآخر، يحدث لدى الحي اضطرابات كبيرة أولها وأهمها الشعور الذي يتمحور حول الأنا "لماذا أنا من يموت قريبه؟". هذه فرضية، تنتظر البرهان أو التفنيد.

      2. يولد الإنسان طفلاً بخلاياه الحية النشطة في أقصى حيوية وطاقة لها. مع مرور الزمن، تضعف قدرة الخلايا إلى أن يصل الإنسان من العمر إلى مرحلة تتوقف فيها الخلايا وتحدث فيها الوفاة. إذن تبدأ الخلايا بطاقة 100% ثم تتناقص وصولاً للمستوى صفر. هل يعني ذلك أنّ الولادة هي بداية الموت؟ الفرضية: الحياة والموت وجهان لعملة واحدة. نظرية تنتظر البرهان أو التفنيد.

      3. يتعلم الإنسان العلوم والمهارات ثم يدرس ثم يعمل ويتزوج ويتاجر ويتعامل مع الناس... كل ذلك السعي لهدف واحد لا يدركه ظاهراً بل هو موجود في اعماق اللاوعي لديه: الهروب من الموت.

      4. قد يقضي الإنسان عشرات السنوات استعداداً لليوم الذي يموت فيه، لكنَّه لا يستطيع أبداً ولن يستطع أن يستعد لموت قريب له.


      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        قد أبكي حزناً فقط لفراق أشخاص احببتهم بصدق وكان لهم أثر كبيراً على حياتي على قلبي وتفكيري فقط لاغير
        أشخاص تعلمنا منهم كيف نحيا الحياة مع الله، وتعلقا بالله لا بالأشياء ولا بالأشخاص، اولئك فقط من كان لهم أثر.. ام البقية لا

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment
        tag. the real story behind death

      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        مافهمت قصدك
        Mohammed

    • #8
      Refapomo 8

      قصص تثير اهتمامنا وقد نصدقها، فماذا لو أعدنا النظر فيها مجدداً؟

      القصة 1: يتحدث الشيخ في تسجيل إذاعي عن قصتين في المستشفى. الأولى تتعلق برجل مصاب بالسرطان يبتسم ويطلب إلى كل طبيب أو ممرض أن يشهد له يوم القيامة أنه راض بقدر الله وقدره، بينما في الحالة الثانية لمريض آخر بالسرطان فكان فظاً غليظاً يصرخ في وجه الجميع ولا يحترم أحداً. الطاقم الطبي في الحالة الأولى كانوا يتسابقون على المريض وخدمته، بينما كانوا ينفرون من الآخر.

      القصة 2: يقول كاتب المنشور الدعوي إنَّ شرطياً وقف عند حادث سيارة كان يقودها شاب متهور. وكان الشاب يلفظ أنفاسه فقال له الشرطي "قل لا إله إلا الله" فكان الشاب يقول "هل رأى الحب سكارى".

      هناك قصص أخرى يتناقلها الناس عن شخص توفي ولون وجهه أزرق والآخر يبتسم وغيره تظهر علامات الرعب على وجهه. قصص كثيرة جداً ومؤثرة.

      ما النتيجة التي نحصل عليها؟

      ماذا يحدث لمن هو في مراحل حياته الأخيرة؟ المريض الأول كان في حالة الاستسلام والمصالحة مع الذات أما الآخر فكان في مرحلة الغضب.
      السائق المتهور كان يردد على ما يبدو آخر كلام كان يسمعه في الإذاعة أو في المسجلة أو حتى آخر شيء علق بذهنه لسبب أو لآخر
      الرجل الذي توفي ووجه أزرق اللون ماذا لو أنه مات بسبب نقص الأوكسجين؟ وماذا عن الرجل المبتسم لعله كان يضحك لشيء تخيله قبل وفاته؟


      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        ماهو تعريف حسن الخاتمة من وجهة نظرك؟
        Mohammed

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment


        فلسفياً لم أبدأ بعد في البحث عن حسن الخاتمة.
        يجب أن نميز بين التفسير الديني للمفهوم والطريقة الفلسفية


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        انت شو تعتقد
        شو هو حسن الخاتمة بعيداً عن الفلسفة وعن التفسير الديني
        متى بتقول فعلاً على شخص متوفي إن خاتمته كانت حسنة

    • #9


      عند التفكير بحسن الخاتمة لا بد من تثبيت مفهومات معينة.
      هل الإنسان جسد وروح أم أنه جسد بلا روح؟

      إذا كان الإنسان جسداً بلا روح فكيف يمكن لأي شيء أن يكون حسناً أو سيئاً لشخص مات وأصبح عدماً؟
      وعندها هل نقول إن حسن الخاتمة هي مكوّن فكري موجود في عقول المشيعين للمتوفى والباكين عليه؟ أي حسن الخاتمة هي الذاكرة الطيبة التي تبقى في مخيلة من بقي حياً.

      السيناريو الآخر أن الإنسان جسد وروح وعندما يموت تذهب روحه إلى الخالق.

      إذن حسن الخاتمة ستكون اكتمال عمل ذلك المتوفى على المنهج الذي يقبل به الخالق. فتكون حسن الخاتمة الحلقة الأخيرة للحياة مرتبطة بجسر يرتبط بحسن البداية في العالم الآخر.

      وفقاً لذلك التعريف ليس من الضروري أن تكون بدايات المرء مشرقة لتكون خاتمته حسنة.

      بقي أن نسأل. كيف للأحياء أن يعرفوا حسن الخاتمة على المتوفى؟ هل هي صفات جسمانية أم معنوية
      أم هل هي مشاعر داخلية لدى الأحياء تجاه المتوفى؟

      من يحدد حسن الخاتمة؟ ما دام الميت لا يتكلم فكيف للحي أن يعرف أن المتوفى كان حسن الخاتمة؟

      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        صحيح بإستطاعتي القول ان من ضمن الأسباب التي قد تجعل اهل المتوفي او اصدقائه يبكون عليه بعد وفاته، هو خوفهم من المجهول ماالذي قد يحل به
        خصوصاً إذا كان المتوفي لم يكن من المصلين وكان من العاصين آكلين مال اليتيم، او كان ظالماً او مجرما..
        على سبيل المثال من المؤلم أن يكون هذا المتوفي أب لا يصلي او ام ظالمه او اخ فاسق او اخت ملحدة
        صديق قاتل
        كلنا نعلم بأن الحياة فانية وأن البقاء لله
        وما يخفف ألم الفراق هو اننا مؤمنين بأن هناك حياة الآخرة وسنلتقي بمن نحبهم ونعيش معهم وبقربهم إلى الأبد ولكن شرط ان نكون جميعاً من اهل الجنة
        ماذا إن لم يكونوا كذلك
        هنا المأساة الحقيقية
        هنا يجب علينا نبكي رحيلهم نبكيهم نبكي انفسنا التي فقدتهم الى مالانهاية
        هنا المصيبة
        ان تدرك أن بأن المتوفي لم يرزق بحسن الخاتمة
        انا لا اعلم الغيب
        ومن سيدخل الحنة ومن لا
        ولكن رحمة الله وسعت كل شيء
        وان كنا من اصحاب الجنة فسندخل برحمة الله فقط لا بسبب اعمالنا لانها لا تذكر بتاتاً
        ولكن هناك امور بديهية
        كالشرك والإلحاد وترك الصلاة وعصيان الوالدين إلخ
        جميعنا نعرف مصيرهم

      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        عموماً، الله يجعلنا من اهل الجنة ويرزقنا الفرودس الأعلى من الجنة احنا واهالينا وجميع من نحب ونعرف..الله يجمعنا بهم

      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment

        الفلسفة بحر فيه ظلمات كثيرة وبرأيي الشخصي من أراد خوضها عليه أن يستخدم قارباً متيناً لكي يعرف كيف يعود إلى الشاطئ بسلام. لقد اصبت عندما ربطت المسألة قيد البحث مع المعتقدات الدينية لدينا لأنها ضرورة من أجل المحافظة على سلامة الإيمان في حالة الوصول إلى عاصفة فلسفية في ذلك البحر. وفق الفلسفة الإسلامية، لا أحد يعرف أبداً مصير المتوفى لكننا نستطيع التفكير في أعماله فنقبل بعضها ونشيح النظر عن بعضها الآخر دون أن نصدر حكماً نهائياً عن مصيره لأن ذلك لله تعالى وحده. أما في المعاملات فيما بيننا فهي تخضع لما نعرفه من الشريعة.


    • #10
      Refapomo 9:

      هل تخاف من الموت؟

      الخوف شعور ينتاب المرء تجاه خطر يدرك أنه سيؤثر فيه. وبما أنَّ الإنسان لا يموت سوى مرة واحدة، فلا يمكن أن تكون له خبرة مباشرة مع الموت لكي يحدد ما إذا كان سيخاف من الموت أم لا. وتحدث شكسبير عن ذلك فمن وجهة نظره ليست المشكلة في الموت بحد ذاته بل فيما سيأتي بعد الموت. وقد حاول الأدباء قبل شكسبير تصوير ما بعد الموت فأرسلوا سفراء لهم إلى هناك وعادوا إلى الحياة ليخبروا الناس عما واجهوه وعاينوه.

      مع ذلك، الإنسان لا يؤمن بما يسمع من غيره ولا يؤمن إلا بحواسه. لذلك، اللحظة الوحيدة التي يكون فيها المرء خائفاً من الموت هي عندما يكون على فراش الموت حقيقةً. وإلى أن يصل إلى فراش الموت، يبقى متهرباً منه في العمل والدراسة ونشاطات الحياة الأخرى.

      Comment


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment

        بالمناسبة، قرأت مرة لكاترين هثواي تقول:"إنك لا تعي حقاً معنى الموت إلا حينما تعرف الحب"


      • Mohammed
        Mohammed commented
        Editing a comment

        الخوف قوة دفاعية عند الإنسان فإن عاش أحداثاً عنيفة يختفي الخوف منه ويصبح دون دفاع. فإذا حدث أي شيء "مخيف" مستقبلاً، لا يشعر بالخوف وذلك يعني أنَّه لا يوجد جدار يصد تلك الصدمات عن النفس، فيتسرب القلق إلى النفس بسرعة وتبدأ الأوجاع النفسية والجسدية. لحل تلك المشكلة، لا بد من الإسراع بعبارة "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه." وتكرارها ما أمكن وقراءة القرآن الكريم. والله أعلم. لا يمكن التقليل من شأن التجربة الصادمة التي تتضمن رؤية الناس يموتون أمام أعينهم فهي تجعل الإنسان يشعر بقسوة الموت وقدسية الحياة.


      • Samaa
        Samaa commented
        Editing a comment
        ماهي المشكلة؟

    What's Going On

    Collapse

    There are currently 5000 users online. 3 members and 4997 guests.

    Most users ever online was 84,330 at 07:54 PM on 02-03-2023.

    About us
    The Virtual School for Translation and Arabic Related Arts (JEEMARA) is a place for trainees and professionals to meet and discuss issues related to their self-development.
    Important Links
    Follow us
    Privacy Policy
    BACK TO TOP
    Working...
    X