
أنتم طلبتم مني أن أتكلم عن إفريقيا في القرن الحادي والعشرين .. وبودي أن يفيد كلامي ليس الأفارقة فقط، ولا أنتم طلبة أكسفورد، ولكن أن يفيد العالم كله.
في فترة سابقة عندما كانت إفريقيا في فترة ما يُسمى الحرب الباردة، كانت تتصارع عليها قوى كبرى، يعني كان المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي والاتحاد السوفيتي وأمريكا ووارسو والأطلنطي (الناتو).
وهذا كانت له في الحقيقة نتائج سلبية ضارة جداً على المستوى العالمي وعلى المستوى الإفريقي.
أولاً إفريقيا تأثرت كثيراً بهذه الصراعات ، وأصبحت مسرحاً للصراعات الأيديولوجية والنفوذ السياسي والعسكري لأمريكا أو للاتحاد السوفيتي، وأصبحت ساحة صراع بين من يريد أن يستحوذ على هذه القارة وينال أكبر عملاء وأكبر تبَّع لكي يستحوذ على الخامات وعلى ثروات إفريقيا ويكسب الأفارقة كتبَّع له في المحافل الدولية، فالصراع كان موجوداً على أشُدّه بين الشرق والغرب.
فكنا نحن ضحية لهذا الصراع، والعالم نفسه لم يستفد لأن ساحة أخرى أضيفت إلى ساحات الصراع .. كان الصراع في أوروبا الشرقية والغربية وانتقل إلى إفريقيا، وأصبحت إفريقيا بعضها يتبع المعسكر الشرقي وبعضها يتبع المعسكر الغربي.
واستنزفت إفريقيا بوضعها هذا ، كما استنزف هذا الصراع حتى القوى الكبرى.
الاتحاد السوفيتي وأمريكا استنزفا إمكانيات كبيرة من أجل أن يسيطر كل واحد منهم على أكبر مساحة من إفريقيا، فكانت النتيجة سلبية على السلام العالمي ، وعلى الاستقرار العالمي، وعلى الأمن العالمي، وعلى الاقتصاد العالمي، وكانت ثورات وحروب وقتال وعنف واغتيالات وتصفيات، وكان هناك إلى حد ما ـ ولكن ليس نفس الشيء في أوروبا ـ الصراع والحرب الباردة مثلما كانت هناك الحرب الساخنة.
وهذا كان يدور فوق أوروبا ودار فوق إفريقيا أيضا وخاصة شمال إفريقيا والمكان الذي فيه أنا الآن.
أقصد عندما تكون هناك قارة من القارات مثلما كانت إفريقيا وأوروبا هي مسرح صراع بين القوى الكبرى سواء كان الصراع ساخناً أو بارداً، فإن نتائجه ستكون سلبية على المستوى العالمي أو على المستوى الإقليمي.
من هنا بودي أن يفهم العالم من خلال هذا اللقاء وعبركم، وأن يأخذ الدروس المستفادة من تجربة الماضي، ويقلع عن الأساليب التي كانت في ذلك الوقت.
Comment