Please, translate the text below:

البطالة في الدول العربية الواقع والأسباب في ظل عالم متغير
م.م صائب حسن مهدي كلية الإدارة والاقتصاد قسم إدارة الأعمال جامعة القادسية
الخلاصة
يتصدى العالم حاليا لأكبر تحـد مـالي واقتـصادي شـهده منـذ الحـرب العالميـةالثانية. فالاضطرابات المالية الكبيرة التي بدأت في العام ٢٠٠٧ تحولت إلى أزمة اقتصادية كاملة في أيلول ٢٠٠٨.وأسفرت عن ازدياد معدلات البطالة وهي ألان تنذر بـالتحول إلـى مشكلة إنسانية كبيرة وفي الواقع لم ينج بلد في العالم من أثار هذه الأزمة الأخذة بالاتساع ومن المرجح استمرار نتائجها حتى أواخر العام ٢٠١١.
من المتوقع أن يهبط نمو الاقتصاد العالمي بحوالي ٩,٢٪ في هذه السنة بعـد إن شهد نموا في العام ٢٠٠٨ بواقع ٩,١٪ ،وهذه نسبة أعلى بكثير من نسبة ٧,١٪ التي توقعها البنك الدولي في نيسان ٢٠٠٩.وهذه أول مرة يشهد فيها الاقتصاد العالمي انكماشا منذ أكثر مـن ٦٠ سنة ومن المتوقع تباطؤ معدل نمو اقتصاد البلدان النامية في العام ٢٠٠٩ بأكثر مـن ٤ نقاط مئوية ليبلغ ٢,١٪ وفي منطقتي أوربا واسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية والبحر الكـاريبي من المتوقع انكماش إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ومن المتوقع هبوط تجارة السلع والخدمات على الصعيد العالمي بحوالي ١٠٪ في هذه السنة وهي اكبر نسبة هبوط منذ ٨٠ سنة.
المقدمة
تعتبر مشكلة البطالة مشكلة عالمية تعاني منها اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، وتعتبر هذه المشكلة من ابرز التحديات التي تواجه أسواق العمل العربية وذلك لما لها من تأثير واضح وكبير على المستوى المعيشي للعاطلين عن العمل وعلى مستقبلهم ومـستقبل أبنائهم .إن البطالة من أهم عوامل تخفيض الإنتاجية كما إنها تعني حرمان المتعطلين ليس من مصادر معيشتهم فحسب بل و أيضا حرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسـية المتمثلـة بحـق الحصول على العمل المناسب لقدراتهم الشخصية وإمكانياتهم الجسدية والذهنية .كمـا تـشكل البطالة هدرا للموارد المستثمرة في إعداد وبناء الإنسان وتربيته وتعليمه وتدريبه وتأهيله لدخول سوق العمل .
ترتبط طبيعة البطالة ونوعها بالسياسات والبرامج المطبقة في بعض الدول العربية، وقد عمل بعض الأنظمة التعليمية العربية على خلق مشكلة عرض في قوة العمل فـي تخصـصات معينة، كما ساعدت مجانية التعليم التي طبقتها العديد من الدول العربية في تخريج أعداد كبيـرة من الشباب والشابات الباحثين عن فرص العمل والتي قد لا يحصل اغلبهم عليها نتيجـة لعـدم قدرة أسواق العمل العربية على النمو والتوسع بشكل مواز للنمو السريع في عرض قوى العمل العربية.
وقد حاولت من خلال هذ ا البحث المتواضع أن أتطرق إلى مشكلة البطالة التـي تعـاني منها البلدان العربية وبشكل قد أصبح مزمنا نوعا ما وخصوصا بعد التغيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في الاقتصاد العالمي والذي اختفت فيه أو تكاد الحدود الاقتصادية والاجتماعيـة بين دول العالم المختلفة بفعل ظاهرة العولمة وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية و تعد أية دولة في العالم بمعزل منها مهما حاولت ذلك.
هذا ويتناول البحث مشكلة البطالة من خلال مبحثـين تنـاول الأول مفهـوم البطالـة وأنواعها وأسبابها في الدول العربية بينما تناول المبحث الثاني واقع البطالة في الدول العربيـة وانتهى البحث إلى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات التي نرجو أن تسهم ولو بقدر بـسيط في وضع حلول مستقبلية لمشكلة البطالة.
مشكلة البحث :
تتركز مشكلة البحث في تناول ظاهرة البطالة في الدول العربية ودراسة أثرهـا علـى مفاصل الحياة الاقتصادية في الدول العربية التي تسعى إلى النهوض باقتصادياتها والوصول إلى معدلات نمو اقتصادي مرتفعة لكي تواكب التطورات المتسارعة في عالم اليوم الـذي يتـصف بالنمو السريع الذي لا ينتظر أحدا.
أهمية البحث :
تتمثل أهمية البحث في إن مشكلة البطالة أصبحت ظاهرة مزمنـة فـي الاقتـصاديات العربية المختلفة ولم تعد متمركزة في اقتصاد دون أخر كما كان في السابق حيث كانت تتركـز في البلدان العربية الغير نفطية ،وامتدت هذه الظاهرة لتشمل أعداد كبيرة لا يستهان بها من قوى العمل العربية وخصوصا فئة الشباب المتعلمين وأصحاب الشهادات العليا بينما كانت محصورة نوعا ما في السابق في فئة غير المتعلمين وغير الحاصلين على شهادات جامعية.
فريضة البحث :
تنطلق فرضية البحث في إن أسباب البطالة في الدول العربية لا تعود إلى نقص الموارد والثروات ا لعربية والقوى البشرية بل تعود بالدرجة إلى عـدم إتبـاع الـسياسات الاقتـصادية والاجتماعية الناجحة والتي تمكن منم الاستفادة من الثروات العربية وبالأخص النفطية منها في تشغيل الأعداد المتزايدة من الشباب العربي الباحث عن فرص العمـل وخـصوصا القـصور الواضح في السياسات التعليمية العربية التي تعتمد على الكم وليس الكيف في تخريج الشباب من الجامعات العربية والتي لا يستطيع أغلبية خريجيها من مواكبة متطلبات سـوف العمـل بعـد التخرج .
هدف البحث:
يهدف البحث إلى معرفة الأسباب التي أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة في الدول العربيـة ومحاولة وضع تصورات مستقبلية لحل هذه المشكلة التي تؤدي إلى هدر الطاقـات والكفـاءات العربية.
Comment