- قالت شَجى:
تزوجت حبيبة قيس غيره، و تزوجت حبيبة كثيّر غيره، وتزوجت حبيبة العباس غيره، وهكذا وصل لنا منهم الشعر الخالد، ولو أن كلاً منهم تزوج من يحبها لوصل لنا منهم نفط جثثهم فحسب! وفي كل القصص، يعجبني أن المرأة تجاوزت بكاء الرجل عليها، و مضت في حياتها. وتزوجت، وأنجبت ، وتركت للمحب النحيب والشعر، و أبقت لنفسها الزوج والأبناء والبيت المستقر!
جميل جدًا هذا الحسّ المصلحي عند النساء .. هؤلاء جداتكن يافتيات العرب فبهن اقتدين و اهتدين!
- ردّت جديلة:
دائما الصديقة السّخيفة شجى، إذا نصَحت يكون أسلوبها عيدًا :)
وهنا احتدمَ الصّراع!
- شجى:
لا سخيف سواك أيتها المتقعرة، المهذارة، الباحثة في بطون المعاجم عن ألفاظ لامعة تضفي على ذاتها الخاوية بريقا!
- جديلة:
البريق يعوز أهل الحضارة مثلك، أيها السادرة اللاهية التي ترنو أن تطاول بحرفها الأقزم قمم البيان وسحائب العقيان!
- شجى:
ما مثلي و مثلك إلا كمن وصف شاعرين فقال: أما الأول فيغرف من بحر، و أما الثاني فينحت من صخر!
أين قفزي في أفانين القول من زحفك في كثبان جملة! وما شهدت بعين ذائقتي قولًا لك إلا وقد قُدّ على الوعورة، كما قُدّت نفسك، و لا يظلم ربك أحدا!
- جديلة:
هوّني عليك يا مجمع البحرين، ونابغة المشرقيْن .. وهل كل ما غرُب على أذنكِ واعوّج عنه سقمُ فهمك .. أضحى وعرًا!
واستأثرتِ بالسلاسة واللطف؟! يا قوم هبُوا!
- شجى:
يا قوم هبوا! ما لك يا لُكَع؟!
أي شيءٍ أخافك مني وأنا ربة الحضارة، وسليلة النعيم، ولا سلاح أشهره عليك إلا لفظي الأنيق؟!
فيم أنتِ غولٌ قد ضل في الصحراء وأوغل حتى لم تحفظ العرب نعته، ولم تدر كنهه!
- جديلة:
هذا زمانك يا سخائف فامرَحي!
وهل أنا إلا سليلة آباء كرام، بهاليل، أقمار، قداميس، شمّح، ليوثٌ غيوثٌ صقورٌ بزاة!
من صحرائهم التي تنعتيني بعروبتها أفخر، وعبابَ البيان أمخر .. ما أنتِ إلا كعجائز نيسابور قبل أن تبلغهم العربيّة!
- شجى:
قد كفاني فخرك الفارغ ابن الرومي إذ قال:
لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسبٍ
لقد صدقت و لكن بئس ما ولدوا!
وأي شيء تغنيه النار عن الرماد، وما افتخرتِ على غير وجيهةٍ من معشرٍ وجهاء في قومهم ، من قوم هم معدن العرب الخالص! ولكن، لا يفخر بالجدّ، إلا قليل الجدّ! أي الحظ إن لم تفهمي!
- جديلة:
إني مائتة ضحكًا على سخافة ردّك!
وهل أنا إلا فرعٌ عن أصلهم، ونوْرٌ من غواديهم ومُهرٌ من جيادِهم! أعوزَتكِ سجلاّت العربية وعصور الاحتجاج، حتى تستدلّين بابن الروميّ = من ثغر لغة الروم الفُرْس اعوجّ بيانك، ونضَبَ يراعك!
- شجى:
وهل أقام لسانك على النحو غير سيبويه الفارسي، وهل عرفت كيف تصلين لله لولا أحاديث البخاري؟! ، و لكن وعورة طبعك تعدتك إلى منطقك .. وحجتك، فوا رحمتا لك!
- جديلة:
وهل سيبويه إلا ثمرَة من دوْح الخليل الأزديّ العربيّ؟! وقطرة من علمه .. والحمد لله الذي نقلكِ من الذبّ عن حياض العربيّة، إلى تفحّص أنساب العلماء لتسندي ساقط حجّتكِ وواهيَ ركنكِ! يا لكع!
- شجى:
لم أشر لنسب عالم لولا سُبّة عرجاء لا تعرف وجهها من قفاها منك لي بابن الرومي، فهل يعاب على العربي تفضل أعجمي عليه بقول؟! و إذ لم يكن .. فقد عادت حجتك القومية واهية .. بالية
لحمنا أطيب من لحمكم، و نياقنا أسمن من نياقكم، وهلم سخفًا! اذهبي لقناة الساحة فإن لك فيها موئلا حسنا!
- جديلة:
الساحة لأهل الحداثة أمثالك .. إنما أيامُنا يشهدها عكاظ وذي المجاز ومجنّة .. نخطو فيها علينا سابغات البيان الناصع، لا تقوم لنا حروفٌ عوجاء! نشك بالرماح رأس من مال وطغى!
- شجى:
إذا كان أهل الحداثة هم من يتذاكرون قول ابن الرومي وابن الفارض .. فحبذا بها من حداثة
وقد أعذرتِ من نفسك .. و اغربي عني فقد أقلتك من مناطحة الجبل العالي ، ولتسلم قرونك يا هوجاء من الكسر !
- جديلة:
لا أذركِ حتى تودعين في الفلاة بقعر قبرِ!
من يسلك متيهاتِ التنائف لا يفرّ فرار الجبان، ويزعم الشفقة على قرون خصمه، قمقمَ الله عصَب الجُهّال! ما أسخف حججهم عند الفِرار!
- شجى:
إنما ظن البليد إن زهد بملاحاته عاقل : أن يقول جبان أو فتان ، و ليكن ؛ قد قنعنا من الخصام بالإفحام ومن الجدل بجلجلة العقل ، و تركنا لك إثارة النقع ، و ورود النبع ؛ فعلى فلاتك فاربعي!
- جديلة:
من خاف على ظهره السياط، فرّ وتركَ "الهياط" ، خِدي إلى مهجعك وأوصدي عليكِ خدرَك ..نعوذ بالله من الجبن والعِيّ والحصر واللكَن!
- شجى:
لم توشك أروى أن تلقمك حجرا بذكرك عصا جدتك حتى نزعت لذكر السياط، حنينك للحديث عن آلات الضرب حنين عبدٍ أدام رفقتها، فاربئي بسيادتك عما يشين.
- جديلة:
كنتُ أطحن الحبّ في الرّحى!
وقد زعمتِ أنكِ فارّة .. فلما ولّيتكِ ظهري وخلا الميدان: طلبتِ الطّعن وحدكِ والنزالا.
- شجى:
قاتلك الله!
سجال بين شجى وجديلة
Collapse
X
-
سجال بين شجى وجديلة
Tags: None
What's Going On
Collapse
There are currently 2238 users online. 0 members and 2238 guests.
Most users ever online was 84,330 at 07:54 PM on 02-03-2023.